جدول المحتويات
ما هو الذهب الأسود
تعتبر المنطقة العربية وخاصة الخليج العربي من أكثر مناطق العالم التي تمتلك احتياطيات نفطية كبيرة، وهي الأكثر إنتاجية وتصديرًا للنفط، وعادة ما يتم نقل النفط بالذهب الأسود، إما عن طريق الأنابيب أو بواسطة الناقلات. يتأثر معدل استهلاك النفط بالتقدم البشري حيث يتم الاعتماد عليه كمصدر رئيسي. طاقة.
يؤثر سعر النفط سواء كان مرتفعًا أو منخفضًا على الاقتصاد العالمي، وهناك ما يعرف بذروة النفط، والتي تخضع لنضوب احتياطيات النفط وعدم تجديدها، مما أدى إلى البحث عن بدائل طاقة جديدة بديل للنفط مثل مصادر الطاقة المتجددة، وقد يتسبب في الاستخدام المفرط للنفط واستخدام الوقود الأحفوري في اختلال التوازن في المحيط الحيوي وفي النظام البيئي العالمي، حيث يؤدي الانسكاب النفطي إلى بعض الكوارث البيئية.
ما هو اصل كلمة زيت؟
كانت كلمة النفط معروفة لدى العرب قديماً، وقد استُخدمت هذه الكلمة للدلالة على المشتقات النفطية اللزجة مثل القار والقطران. وروى أبو حنيفة أن الزيت هو الخيل، وقد يكون مصدر كلمة الزيت من “النبات” الأكادي أو من الآرامية “النفثا”، ثم انتقل إلى اليونانية، واشتق منها كلمة “النفثا”، واستُخدمت هذه الكلمة. في أواخر القرن التاسع عشر للإشارة إلى النفط بشكل عام.
ما هو الذهب الأسود هو البترول. أما كلمة بترول فهي مشتقة من اللغة اليونانية، وتتكون من مقطعين، المقطع الأول بترا، أي الصخر، والمقطع الثاني، إيلاريون، أي الزيت، ومن هنا جاء معنى الكلمة زيت صخري. .
التاريخ القديم للذهب الأسود
عرف النفط منذ القدم بشكل أو بآخر، لكن أهميته ازدادت بشكل كبير منذ منتصف القرن التاسع عشر، خاصة مع التطور البشري، واندلاع الثورة الصناعية وانتشار الطيران التجاري، وكذلك مع الصناعة. التقدم في مختلف القطاعات واختراع محرك الاحتراق الداخلي كما عرفت الشعوب القديمة النفط أو مشتقاته. النفط، مثل البيتومين أو الأسفلت، من خلال برك الزيت التي تتشكل بسبب عوامل التكسير الطبيعية من سطح الأرض إلى باطنها،
تم استخدام الأسفلت في بناء أسوار وأبراج مدينة بابل كما ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت، كما انتشر استخدام المواد البترولية في حضارات بلاد ما بين النهرين وفي مملكة فارس، وكان الصينيون هم تعتبر الشعوب الأوائل في استخدام مواد النفط الخام وذلك في القرن الأول قبل الميلاد كما ورد في كتاب التغييرات واستخدام هذه المواد كمصدر للطاقة كانت معروفة لهم منذ القرن الرابع الميلادي، ومن الممكن أن استخدم الرومان الزيت المتاح لهم في ذلك الوقت لتزييت مركباتهم، واستخدمت الإمبراطورية البيزنطية المشتقات النفطية في الحروب كقاذف لهب وكان ذلك في العصور الوسطى، واستخدمت أوروبا زيت الرمل في القرن الثامن عشر.
التاريخ الحديث للذهب الأسود
في منتصف القرن التاسع عشر بدأت صناعة النفط بالانتشار بشكل فعال بفضل جهود عدد كبير من المستكشفين الذين حاولوا الحصول على ما يسمى بالسوائل الهيدروكربونية من معالجة الفحم، وأبراهام إيسنر الكندي جيمس يونغ الأمريكي، يعتبر من الرواد في هذا المجال. بركة طبيعية من الزيت في منطقة بولاية ديربي شاير البريطانية، تم أخذ عينات منها وإجراء عملية التقطير، وكانت النتيجة الحصول على قطيفة خفيفة مناسبة لاستخدامها كوقود للمصباح الخاص به، و كان القطع الثاني أكثر لزوجة ويستخدم للتدليك.
من هنا بدأ يونغ مشروعه الخاص في تكرار ما يسمى بالهيدروكربونات، وتمكن جيمس يونغ فيما بعد من تقطير بعض أنواع الفحم الحجري وكانت النتيجة أنه حصل على سائل أولي يشبه الزيت في شكله، ومن ثم تم إجراء بعض عمليات التقطير. نفذت عليه حتى توصل إلي عدد من السوائل المفيدة منها علي سبيل المثال ما يسمى ب “زيت البارافين”. في عام 1850 م، أصدر يونج براءة اختراع وأنشأ مجموعة من الشركات مع زملائه في ويست لوثيان وجلاسكو، وفي عام 1856 م تم إنشاء أول مصفاة نفط في العالم.
حيث استطاع الحصول على الكيروسين من برك النفط وهذا ساهم في انتشار المصابيح، ومع مرور الوقت بدأ العالم يطلب بشكل متزايد المشتقات النفطية للحصول على مصادر جديدة للإنارة، وقامت روسيا بتطورات مماثلة في حفر الآبار للحصول عليها. كان ذلك في منتصف القرن التاسع عشر، ومن هنا بدأ حفر الآبار للبحث عن النفط بالانتشار في مناطق مختلفة من أوروبا، مثل بولندا ورومانيا، ومع بداية القرن العشرين ازدادت أهمية الحصول على النفط، وخاصة خلال الصراعات العسكرية التي بلغت ذروتها في الحرب العالمية الأولى والثانية.
النفط في المنطقة العربية
أما بالنسبة للمنطقة العربية، فقد بدأت عمليات التنقيب عن النفط في أوائل القرن العشرين، بعد سقوط الدولة العثمانية، وظهرت منافسة بين الدول الكبرى للحصول على حقوق استخراج النفط، وفي عام 1927 تم اكتشاف النفط لأول مرة في العراق في حقل كركوك، وفي عام 1932 تم اكتشاف النفط لأول مرة في شبه الجزيرة العربية وكان في البحرين، وفي عام 1938 تم اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية وقطر والكويت، وفي عام 1962 تم اكتشاف النفط في الإمارات وسلطنة عمان، واكتشف النفط في بعض البلدان الأخرى في منتصف القرن العشرين، حيث اكتشف النفط في الجزائر عام 1949. وفي ليبيا عام 1958، تم استخدام النفط كوسيلة للضغط على بعض الحكومات، كما حدث في حرب يوم الغفران عام 1973. الحظر النفطي.
صناعة النفط
تنقسم صناعة النفط إلى ثلاثة أقسام رئيسية حسب مرحلة الإنتاج.
1- مرحلة التنقيب والاستخراج
تنقسم هذه المرحلة إلى مرحلتين من الاستكشاف والاستخراج. أولا “التنقيب” للبحث عن موقع النفط. في البداية يتم إجراء مسح جيولوجي أولي للمناطق عن بعد، وقد تكون طبيعة التضاريس مفيدة في تحديد الأماكن الغنية بالنفط، والتعرف على اليابسة أسهل من البحر، وثانياً “الاستخراج” يتم حفر آبار النفط من الخزانات الجوفية.
تلعب الخزانات دورًا مهمًا في صعود سوائل الهيدروكربون من الأسفل إلى الأعلى، ويتم الحصول على الزيت أولاً بطريقة “الرفع الطبيعي”، وهنا يكون الاعتماد على ضغط الخزان الطبيعي، والذي يجبر النفط على الارتفاع على السطح، وذلك في الفترة الأولى من عمر البئر، ولكن مع مرور الوقت. يتم تقليل الضغط الطبيعي، وهنا تأتي المرحلة الثانية وهي طريقة “الرفع الاصطناعي”، والتي تتم إما عن طريق مضخات خاصة أو عن طريق حقن الزيت أو الغاز. بعد ذلك، يتم استخدام طرق الاستخراج الثانوية.
2- مرحلة التحويل
هناك طريقتان لنقل النفط، سواء لغرض التصدير والاستيراد العالمي، ويكون النقل إما عن طريق ناقلات النفط عن طريق البحر، أو عبر خطوط أنابيب النفط براً. ومن الأمثلة على خطوط الأنابيب المستخدمة خط نورد ستريم الشهير لنقل الغاز وخط أنابيب دروجبا لنقل النفط، وكانت تكلفة نقل النفط في منتصف القرن العشرين حوالي 33٪ من سعر النفط المصدّر من الخليج العربي إلى دول الخليج العربي. الولايات المتحدة، لكن هذه التكلفة انخفضت بسبب تطوير ناقلات النفط، حيث انخفضت إلى ما بين 3-5٪ في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
3- مرحلة التكرير والتصنيع
بعد استخراجه، يخضع الزيت لعملية تكرير ويوجد في مصافي النفط، وهدفه فصل الخليط المعقد من مكونات الزيت المختلفة إلى هيدروكربونات، ويتم استخدام الجزء الأكبر من المركبات الهيدروكربونية في الوقود، بينما يتم استخدام الجزء المتبقي يستخدم كمواد خام في الصناعات الكيماوية المختلفة.
في هذا المقال تحدثنا عن ماهية الذهب الأسود، وتعرّفنا على ما هو الذهب الأسود، وأصل هذه الكلمة، وتعرّفنا أيضًا على تاريخ النفط القديم والحديث ومراحل هذه الصناعة، وكيف إنه يؤثر على الاقتصاد العالمي.