فيم يختلف العلم الطبيعي عن غيره من العلوم والهدف من دراسته

التعريف بالعلوم الطبيعية

قبل الخوض في تفاصيل إجابة السؤال الرئيسي في هذا المقال، وهو ما يختلف العلم الطبيعي عن العلوم الأخرى، نود أن نعرف ما هي العلوم الطبيعية، كما هي: العلوم التطبيقية التي تعنى بالتجريب و دراسة الجسد من حيث الحركة والاستقرار، أي كل ما هو فيزيائي أو مادي في الطبيعة.

تمثل العلوم الطبيعية جانبا هاما من جوانب حياة الإنسان، والعلوم الطبيعية هي الجانب التطبيقي للتاريخ، حيث تقاس حضارة أي أمة وتقدمها على أساس المدى الذي وهبته للإنسان بالإنتاج العلمي العملي، والذي هو على أساس تصنيف الدول وترقيتها وتوليها أرقى المناصب.

تاريخ العلوم الطبيعية

  • لقد حظيت العلوم الطبيعية باهتمام الإنسان منذ العصور القديمة، فلا شيء في الطبيعة يستثني فضول الإنسان، بدءًا من النجوم والكواكب وانتهاءً بالكائنات الحية، حيث أشارت الحفريات الأثرية القديمة إلى أن الحضارات القديمة كانت تعرف التقدم العلمي والفيزيائي. وضع الفلاسفة اليونانيون اللبنات الأولى لمبادئ العلوم الطبيعية.
  • ثم توصل الصينيون إلى تفسيرات علمية للعناصر الطبيعية المتناقضة، ودرسوا التحولات في الطبيعة، ومن خلال تلك المبادئ عرفوا علم التشريح، وفهموا كيف ينبض القلب، وكيف وكيف يتم ضخ الدم في الأعضاء وتفسيرات أخرى.
  • عرفت الحضارة الإسلامية العلوم الطبيعية مستخدمة ما وصل إليها من الإغريق، ومن أبرز العلماء العرب والمسلمين الذين اهتموا بالعلوم الطبيعية وكان لهم إسهامات لابن سينا ​​وابن خلدون.
  • بينما استمرت جهود علماء الطبيعة في العصر الحديث حتى أصبح علمًا مستقلاً بدراساته ونظرياته الخاصة.

الهدف من دراسة العلوم الطبيعية

هناك العديد من الأهداف من وراء دراسة العلوم الطبيعية، من أجل إدراك ما يختلف العلم الطبيعي عن العلوم الأخرى، ويمكن تلخيص هذه الأهداف على النحو التالي:

  • يعمل على تطوير وتعزيز المهارات التي تهدف إلى إيجاد حلول للمشاكل.
  • يدعم المهارات اللازمة للبحث العلمي، وخاصة المختبر.
  • شرح الظواهر الطبيعية المتعلقة ببنية المادة وخواصها، وتحديد الأسس التي تتحكم في سلوك المادة والتغيرات التي تظهر عليها.
  • تنمية الاتجاهات العلمية والمهارات العقلية والحسية المختلفة.
  • القدرة على اتخاذ قرارات سليمة.
  • تعزيز المهارات التي تغذي التفكير النقدي والقدرة على التقييم والتحليل.
  • الدافع لاتباع الأساليب المنهجية في إدارة العمل وإدارة الوقت.
  • لا يمكن التغاضي عن دور العلوم الطبيعية في التطور التكنولوجي.
  • يزودنا العلم الطبيعي بتفسيرات وأسباب العديد من الظواهر الكونية بصرف النظر عن الميتافيزيقيا والميتافيزيقيا.
  • تستخدم العلوم الطبيعية لخدمة الناس في مختلف المجالات، مثل الطب والصناعة والزراعة وغيرها من المجالات.

أقسام البحث في العلوم الطبيعية

تقوم العلوم الطبيعية بالبحث في عدد كبير من أقسام المعرفة المختلفة، ولكن من الممكن التعرف على أهم شيئين يجذبان علماء الطبيعة والعلوم الطبيعية، وهما:

1- العناصر الطبيعية

كان هناك جدل كبير بين الفيزيائيين وعلماء الطبيعة حول عناصر الطبيعة. في الفلسفات القديمة، كانت النظرية السائدة أن الأجسام المادية في الكون تتكون من أربعة عناصر أساسية: النار والهواء والماء والأرض، بينما اعترضت الفلسفات الدينية على تلك النظرية ونفت هذه الافتراضات القديمة، مشيرة إلى القوى الغامضة وما ما وراء الطبيعة.

2- الوزن الطبيعي

والمراد به هو الوزن الطبيعي أو المادي للعناصر الطبيعية التي هي محور البحث في العلوم الطبيعية، في تتبع دراسة وزنها الثابت والمستقر، والحصول على تحديد أحجامها، وحجمها. تم تحديد حركتهم واتجاههم، والجاذبية النوعية من خلال تحليل الفلسفات القديمة، وأبرز مثال على ذلك هو رؤية أرخميدس. أوجد العلاقة بين وزن العناصر في الهواء ووزنها في الماء، ويخرج بتحديد قياس الجاذبية الأصلي لكل عنصر من العناصر.

ميزات العلوم الطبيعية

للعلوم الطبيعية مجموعة من السمات والمميزات التي تميزها، وهي معروفة بها، ومن أهم هذه الميزات ما يلي:

  • يعتمد على تقديم الأدلة والأدلة التي تعزز صحة الافتراض الناتج من خلال الملاحظة العلمية الدقيقة والتجارب العملية حول ظاهرة طبيعية.
  • العلاقة الوثيقة بالمعرفة العلمية، حيث يجب أن يمتلك كل باحث في العلوم الطبيعية المعرفة العلمية المناسبة لخدمة بحثه في جميع المجالات، وأن يكون لديه شبكة معلومات حول العنصر أو المادة التي سيبحث عنها ويدرسها.
  • أن يكون لديه القدرة على مقارنة النظريات الطبيعية المختلفة، حيث أن المقارنة تقوده إلى تحديد صحة تلك النظرية أو تلك، وإمكانية تعديل الخطأ إذا ظهر بشكل علمي.
  • اختبار نتائجه وقياسها بطريقة منهجية لتحديد نسب ونسب صدقها باتباع قياسات دقيقة.
  • يعتمد الباحث في مجال العلوم الطبيعية على رصد وتقييم مدى توافق النظريات الطبيعية مع الواقع، مع إمكانية تطبيقها في مختلف المجالات العلمية.

ما هو الفرق بين العلوم الطبيعية والعلوم الأخرى؟

من خلال ما سبق، يمكن فهم جوهر هذا السؤال فيما يختلف العلم الطبيعي عن العلوم الأخرى، ويمكن إبراز الفروق بين العلوم الطبيعية والعلوم الأخرى من خلال ما يلي:

  • يعتمد العلم الطبيعي على الأدلة والتحليل والتفسير وإقامة التجارب المعملية وإجراء المقارنات بين النظريات ثم الوصول إلى النتائج ثم تقييم النتائج والوقوف على مدى صحتها، ثم الوقوف على إمكانية تطبيقها على أرض الواقع، في من أجل تطبيقها فعليًا والاستفادة منها في مجالات مختلفة ومتنوعة تخدم الإنسانية، بينما تخضع العلوم الأخرى والإنسانيات والفلسفية والاجتماعية والتربوية والشعر والأدب للتحليل التنظيري والرسوم البيانية والإحصائية بعيدًا عن المعامل والتجريبية. مختبرات.
  • يحاول العلم الطبيعي اكتشاف العالم من منظور مادي وتحليل ظواهره ومادته في تحليل لا يعتمد على المنطق بقدر ما يعتمد على الملاحظة العلمية الدقيقة حتى التجريب العملي. أما العلوم الأخرى مثل الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية والأدبية واللغوية فهي غير قابلة للمقارنة في وسائلها مع العلوم الطبيعية، وحتى الرياضيات لا يمكن إدراجها ضمن العلوم الطبيعية حتى لو كانت مرتبطة بها أكثر من البعض الآخر، مما يؤثر على توفير أدوات مفيدة للعلوم الطبيعية، ويتأثر بحقيقة أنه يستمد آلياته وتحليلاته من العلوم الطبيعية في بعض الأحيان.

الفرق بين العلوم الطبيعية والعلوم الزائفة

عند الإجابة عن السؤال المهم حول اختلاف العلوم الطبيعية عن العلوم الأخرى، قد يخلط بعض الناس بين العلوم الطبيعية وبعض العلوم الوهمية أو الزائفة مثل علم التنجيم والسحر والشعوذة والكرافة. أكثر من اعتمادها على الملاحظة والتجريب والحقائق الملموسة، وهو ما تتبناه العلوم الطبيعية منهجًا لها، بل تتحقق من النتائج والحقائق بتطبيقها على الواقع بعيدًا عن الأحكام العشوائية والتكهنات.

ربما توصلنا إلى إجابة نهائية لسؤال ماهية العلوم الطبيعية عن العلوم الأخرى، حيث نلقي الضوء على مفهوم العلوم الطبيعية، وخصائص العلوم الطبيعية، وأهم مجالات العلوم الطبيعية وتطبيقاتها، ثم الفرق بين العلوم الطبيعية والعلوم الأخرى، وخاصة الفرق بين العلوم الطبيعية والعلوم الزائفة.

Scroll to Top