جدول المحتويات
مظاهر الحضارة المصرية القديمة
تتعدد مظاهر الحضارة المصرية القديمة، وتشمل جميع المجالات، وكانت أولى علامات تلك المظاهر من خلال الحياة الدينية والأيديولوجية المرتبطة بسياسة الحكم على النحو التالي:
- كانت الحضارة المصرية القديمة تقوم على أسس دينية واحترام وتقدير للعقيدة، حيث أن تلك الحضارة قدسَّت الحكام واعتبرت احترامهم لرضا الله وولاءهم، بسبب وعي الحكام بضرورة ربط السياسة والدين ببعضهما وجعلهم نقطة ضعف البلاد.
- ساهمت هذه المعتقدات في استقرار واستمرارية الحضارة المصرية القديمة، بالإضافة إلى انتشار الهدوء والأمان والاحترام المتبادل بين طبقات الناس.
- كان قدماء المصريين يجلون الحيوانات ويختارون الأقوى والأفضل، وكانوا حريصين على تقديم أثمن التضحيات لهم وأثمنها.
- كان قدماء المصريين يؤمنون بالقيامة والخلود، فحرصوا على احترام الموتى وتجهيز قبورهم بأفضل وألذ الأشياء (طعام / ملابس / زينة / آلات ومعدات موسيقية) وجميع المعدات مثل القصور، لما لها من الإيمان بأنهم بيوتهم الأبدية وأن الأموات يقومون مرة أخرى ويمارسون حياتهم.
مظاهر الحضارة المصرية القديمة فى العمارة
ابتدعت الحضارة المصرية القديمة في فنون العمارة وتشييد المباني، واشتهر المصريون في تلك الحقبة بفخامة وفخامة العمارة التي بدأت في عام 3100 قبل الميلاد، وساهمت في ازدهارها على النحو التالي:
- المعتقدات الدينية والاهتمام بالموت والقيامة والخلود مما أدى إلى تشييد العمارة للموتى كالمقابر والأهرامات في منطقة غرب النيل.
- انعكس استقرار مصر القديمة على المستوى السياسي وتجنب الحروب على المستوى الداخلي والاجتماعي، مما أدى إلى انشغال المجتمع آنذاك بالبناء والتشييد والرسم المعماري.
- كما ساهم موقع مصر الجغرافي، والطقس النظيف، والأراضي المنبسطة الصلبة في بناء أعظم وأقوى أنواع المعابد والمنازل.
- استخدم القدماء الرخام والجرانيت والحجر الجيري بالإضافة إلى المرمر في بناء المنازل الفخمة للملوك والأغنياء، ومن أبسط الوسائل بنوا بيوت الفقراء من الطين.
السمات المعمارية للحضارة المصرية القديمة
مظاهر الأدب فى الحضارة المصرية القديمة
في عام 3000 قبل الميلاد، اهتم المصريون القدماء بالأدب ووجدوا أن أفضل طريقة لتطويره والحفاظ عليه حتى يظل مترسخًا بين الحضارات المستقبلية هو ابتكار لغة خاصة به، وكان ما يلي:
- اختراع اللغة الهيروغليفية، والتي تتكون من صور ورسومات تحمل في عمقها أحرفًا وكلمات استطاعوا وحدهم فهمها وترجمتها، مما ساهم في انتشار اللغة الهيروغليفية المصرية.
- ويعتبر هذا الاكتشاف نقلة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث ساهم في احترام تريندات وتقديره لشعوب الجوار بالإضافة إلى ارتقاء الحضارة المصرية.
- كما قام قدماء المصريين بزرع أوراق البردى ثم صنعوها حتى يتمكنوا من تسجيل الأدب وتطويره وتبادله بين الحضارات الأخرى، ومن أشهر الأنواع الأدبية التي اشتهر بها القدماء الأدب الديني للحفاظ على الحياة الدينية وتبجيلها. .
- كما حرصوا على تسجيل القصص والأساطير الإلهية، بالإضافة إلى تسجيل حياتهم الاجتماعية وطقوسهم بتفصيل أدبي وشيق.
- وتجدر الإشارة إلى أن السبب الرئيسي لميل القدماء إلى الكتابة هو الرغبة في الحفاظ على التراث الديني والعقائدي.
فنون الحضارة المصرية القديمة
الفنون روح الحضارات وانعكاس للثقافة وتقدم الشعوب، وقد أدركت الحضارة القديمة ذلك. كانت الفنون من أهم مظاهر الحضارة المصرية القديمة، حيث اعتمد القدماء عليها بشدة على النحو التالي:
- تميز القدماء بالموسيقى والعزف على الآلات المختلفة مثل آلات النفخ، وقاموا بتحديثها وعزفها في جميع المناسبات الرسمية والاجتماعية مثل الأعياد الدينية والأعراس، ولم تترك مراسم الجنازة من الموسيقى ومراسم العزاء.
- برع المصريون في فن صناعة الحلي والحلي المتنوعة من أغلى أنواع الأحجار الكريمة وثمنها، بالإضافة إلى استخدام بعض الخامات من الطبيعة مثل نبات البردي وزهور اللوتس الخلابة.
- حرص القدماء على نحت تماثيل الملوك والملكات بمهارة، بالإضافة إلى رسم رسومات على جدران المقابر والمعابد، ثم تلوينها بألوان زاهية، بحيث أصبحت الرسومات وكأنها تتحرك.
- كما اشتهروا بصناعة جميع أنواع الفخار الملون المنقوش برسومات بارعة لتقديم الطعام للملوك معهم.
الزراعة في مصر القديمة
كانت الزراعة من أسس الحضارة المصرية القديمة، حيث ساهمت التربة الخصبة والطمي الوفير في ازدهار الزراعة وحصاد المحاصيل الوفيرة. كما ساهمت الزراعة في استقرار المصريين على ضفاف النيل على النحو التالي:
- اعتمد المصريون كليًا على الزراعة وقدسوها بشكل كبير. ومن مظاهر تقديس الزراعة إلقاء الفتيات في النيل والتضحية بهن من أجل الحصول على رضاء النهر وعدم وجود خلل في احتياطياته المائية وبالتالي الإضرار بالمحاصيل وتجويع البلاد.
- اعتمدت الزراعة في مصر على القطن والقمح والشعير، حيث كانت من أشهر المحاصيل المصدرة إلى الدول الأخرى في ذلك الوقت.
- برع القدماء في زراعة وحصاد البردى ثم التعامل معه كمحصول غذائي، بالإضافة إلى زراعة الفواكه الموسمية المختلفة.
مظاهر الماشية
وبغض النظر عن الحيوانات المقدسة، فقد تحققت العديد من الخدمات والفوائد من الحيوانات الأخرى، على النحو التالي:
- اعتاد الملوك والناس على أكل لحوم الغنم، مما أدى إلى انقراضها فيما بعد، بالإضافة إلى تربية الخنازير وأكلها أيضًا.
- اعتاد القدماء على اصطياد الكلاب والقطط والحيوانات البرية.
- استخدموا فرو الحيوانات، وخاصة الثعالب، لغزل أفخم الملابس.
مكونات المظاهر الطبيعية للحضارة المصرية القديمة
ساعدت العديد من المكونات الطبيعية التي لا يمكن تجاهلها على ازدهار مظاهر الحضارة المصرية القديمة، ومنها ما يلي:
- الموقع الجغرافي المتميز بالإضافة إلى وجود نهر النيل مما ساعد في ازدهار الزراعة وإنتاج جميع المحاصيل، بالإضافة إلى التربة الخصبة التي ساهمت في بناء وتشييد المنازل من خلال تجفيفها وتحويلها إلى أحجار بناء المنازل.
- تنوع المناخ وتنوعه ساهم بشكل كبير في تنوع المحاصيل الزراعية خلال مواسم العام والتي شكلت نشاطا تجاريا مع الدول المجاورة.
- ساهم مناخ مصر وعوامل الطقس النقي في بناء المنازل القديمة وبناء الأهرامات العملاقة والحفاظ عليها وعدم الإضرار بها.
تأثير تجليات الحضارة المصرية القديمة
أثرت مظاهر الحضارة المصرية القديمة بشكل إيجابي على العديد من العوامل التالية:
- لقد ساهمت في الابتكار والاختراع حيث اعتمد قدماء المصريين على الاستكشاف بمفردهم دون توظيف أي شخص.
- حرصت الحضارة المصرية على نقل كافة مظاهرها إلى الحضارات المجاورة بهدف الانفتاح والتوسع والازدهار وتبادل الخبرات.
- لقد تركتنا تلك الحضارة بفخر ومعجزات معمارية من أهرامات ومعابد وتماثيل ضخمة برؤية فنية عميقة تمت دراستها حتى الآن.
- هذه المظاهر تنشر روح النضال والاجتهاد وحث العمل الجماعي للتقدم نحو الأفضل.
في الختام نجد أن من أهم المقومات التي أدت إلى تجليات الحضارة المصرية القديمة هو العامل البشري، حيث حرص الإنسان المصري القديم على بناء حضارة مختلفة ومتميزة ومزدهرة تخبرنا عنها الأجيال في مختلف العصور. وبالفعل تم ذلك.