شرح قصيدة “الإمام العلم والرأي الجليل” التي انتشرت على نطاق واسع، ولاقت إعجاب القراء، واسترعت اهتمام العلماء. دخلت هذه القصيدة في المناهج الدراسية وأصبحت محط اهتمام وبحث للكثيرين. وفي هذا المقال على موقع تريندات تجدون شرحا لهذه القصيدة، يتبعه مقدمة عن الرثاء في الشعر العربي، ثم مقدمة عن الغرض منه. ثم يشرح الشاعر من القصيدة أبياته بالتفصيل ويقدم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الذي يتحول بعد ذلك إلى صاحب القصيدة ويتعمق في الحديث عنه، ثم يختتم بأسماء مؤلفاته ومجموعاته.
جدول المحتويات
- المرثية في الشعر العربي
- شرح قصيدة “قبل العلم والرأي الواضح”.
- هدف قصيدة إمام العلم وإبداء الرأي
- تفسير الآيات 1-3
- تفسير الآيات 4-6
- تفسير الآيات 7-9
- تفسير الآيات 10-12
- تفسير الآيات 13-15
- عبد العزيز بن عبد الله بن باز
- من هو مؤلف قصيدة “إمام العلم والرأي”
- معلومات عن الشاعر السعودي أحمد صالح آل صالح
- مجموعات للشاعر أحمد صالح الصالح
المرثية في الشعر العربي
تعتبر المرثية من أبرز الأغراض الشعرية وأكثرها شيوعاً في لغات الشعراء. وهو غرض شعري يريد الشاعر من خلاله تعداد محاسن الفقيد ومحاسنه وإبراز الحزن عليه ووصف أثر فقدانه على الشاعر أو على نفس المجموعة. وكثيراً ما يتناول الشاعر في قصيدة الرثاء أربعة عناصر فيتناول حتمية الموت، ثم يتناول أحداث المأساة وكيف حدث الموت، ثم يتناول الصفات الحميدة للمتوفى في التأبين، وهي غالبًا ما يدور الموضوع حول صفات الشجاعة والقوة والكرم وغيرها من الصفات التي يمتدحها الناس وينتهي بإظهار الحزن والأسى عليهم. ويرتبط الميت وهذا الحزن والحداد بالرضا والخضوع، خاصة في أشعار المؤمنين. وقد اشتهر لهذا الغرض العديد من الشعراء العرب، ومن أشهر شعراء الرثاء العرب
- أبو ذؤيب الهذلي
- ابن الرومي
- الخنساء
- فاطمة الزهراء رضي الله عنها
- الشريف الراضي
- علي الحصري من القيروان
- الزير سالم
وانظر أيضاً شرح قصيدة أبي العلاء المعري التي يمدح فيها المحامي
شرح قصيدة “قبل العلم والرأي الواضح”.
قبل البدء في شرح قصيدة “إمام العلم والرأي المجلسي” لا بد من معرفة سبب كتابة قصيدة “إمام العلم والرأي المجلسي”، غرض الشاعر منها والمعاني التي وردت فيها بشكل عام، ثم نشرح الآيات بشكل تفصيلي.
هدف قصيدة إمام العلم وإبداء الرأي
كتب الشاعر أحمد صالح قصيدته “إمام العلم والرأي” تأبينا للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي عرف بغزارة علمه وسعة علمه وحفاوة الناس في مجلسه. ويمتزج الفخر والحزن في هذه القصيدة، ويجد القارئ بين السطور تقديس الشاعر لقيمة العلم وكرامة العلماء والفقهاء والمشايخ والدعاة. تقديرهم والاقتداء بهم واستغلال حياتهم للاستفادة من ثروتهم العلمية واستيفاء عطاياهم بعد وفاتهم.
تفسير الآيات 1-3
رائع في تواضعك وصبرك
لقد أعطيت إجابة لكل معضلة
نحن آباء المتعلمين والفقراء
نحن نعيش عالمنا تقريبًا كالاغتراب
رحلت وحبك غرس في قلوبنا
وحبك نبات طيب وطيب
يبدأ الشاعر معناه بذكر الشيخ الجليل عبد العزيز بن عبد الله بن باز، مشيراً إلى تواضعه تجاه الناس، وصبره عليهم، وقدرته على الإجابة على أسئلتهم، وتيسير أمورهم. أما الآية الثانية فالشيخ بمنزلة الأب الذي يأخذ العلماء تحت جناحه لكثرة علمه وسعة علمه، مما جعله مرجعا لهم وهدفا للمتعطشين للعلم والمال. وافتقدته بعد رحيله وشعرت بالغربة. وفي البيت الثالث يؤكد الشاعر أن حب الشيخ لن يختفي برحيله، فهو راسخ في وجدان الناس، وثابت كرائحة النبات العطر.
تفسير الآيات 4-6
أرى كرسي الفتوى الخاص بك قد تم نقله
وهذا يترك الدرس في انتظار العودة
وطلابك سعداء
علمهم وألق لهم خطابا
كأنهم يسيرون نحوك
للاستماع إليهم من الدائرة التشريعية
وفي البيت الرابع يصف الشاعر الحزن الذي ساد بعد رحيل الشيخ. ولم يقتصر هذا الحزن على البشر، بل كان كل ما يتعلق بالشيخ حزينًا على هذا الفراق. ووصف الشاعر الحزن الذي حل بكرسي الشيخ بالمبالغة للدلالة على حجم مأساة الخسارة. وفي البيتين الخامس والسادس يصف الشاعر تلاميذ الشيخ. وجعلهم الشوق يبحثون عنه بعد وفاته ليوعظهم ويرشدهم. إنهم لا يؤمنون بفكرة رحيله وينتظرون لقاء الشيخ ليطلعهم على مسألة دينية.
تفسير الآيات 7-9
أيتام المنبر لديهم مطارق
والذين يحبون الكتاب للعلم
قلوب المسلمين تنزف
من أنابا لا يخيب
إذا حملوا التابوت على أكتافهم
وتحملت قلوبهم المعاناة
وفي البيت السابع يواصل الشاعر وصف أثر المأساة بفقد الشيخ الذي غاب عن المنابر التي صعدها كما غاب عنه طلاب العلم. لكن في البيت السادس يقلب الشاعر الموازين ويتحول جنازة الشيخ إلى حفل زفاف يقوده إلى لقاء سيده. وهو بذلك يؤكد مكانته الدينية وفضله في أمور الفقه والشريعة، مما وضعه في مكانة مرموقة حتى يتمكن من التوجه إلى الله مطمئن البال، الذي لا يرد من طلبه. فحمله المسلمون إلى قبره حدادا. في صدرها.
تفسير الآيات 10-12
وله وفد إلى الرحمن
– إن شاء الله – لن يخاف الحكم
وداعك في النفوس له أورا
لقد حطمت خسارتك حزن الشباب
أرى المسجد الحرام مليئا بالإبداع
كان الأمر كما لو أن هديرها كان مذهلاً
وفي البيت العاشر يظهر الشاعر يقينه بمكانة الشيخ في الآخرة، مشيراً إلى أن جمال أعماله وما قدمه في الدنيا يكفي لتأمين الحساب، فهو بين يدي الله عز وجل. الرحمن الرحيم. وفي البيت الحادي عشر يصف الشاعر مرة أخرى الحزن الكبير الذي حل بالناس بعد وفاة الشيخ الجليل. وكان هذا الحزن مشتعلا في حدته كالشمس، وأحدث موت الشيخ صدمة لدى الشباب، هزت كيانهم. أما البيت الثاني عشر فيصف الشاعر التجمهر في المقام لأداء صلاة الجنازة على الشيخ المرحوم حيث تزاحم الناس إلى درجة الدهشة والذهول.
تفسير الآيات 13-15
قلوبهم مليئة بالتراب
فليفرح بحبه للتراب
إمام العلم والرأي الواضح
ألومك ولم تأت إلي
وداعا يا أحباب الرجال
بفقدك نسأل الله الأجر
وفي البيت الثالث عشر يؤكد الشاعر مكانة هذا الشيخ في قلوب الناس الممتلئة بحبه. وظهر هذا الحب في مراسم دفنه حتى شعر به الغبار، ولو كان للتراب روح لأراد أن ينال مثل هذا الحب. وفي البيت الرابع عشر وصف لمكانة الشيخ، إذ أطلق عليه الشاعر ألقاباً تدل على غنى علمه وقوة تفكيره. ويختتم الشاعر في البيت الأخير بتوديع الشيخ، مبيناً أنه يرضى بقضاء الله وقدره ويأمل أن يثابه الله على صبره في وقت الحاجة هذا.
وانظر أيضاً قصيدة الفرزدق في زين العابدين
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وهو قاضي ومحامي سعودي المولد. ولد بالرياض وتلقى تعليمه فيها. وقبل وفاته شغل منصب مفتي عام السعودية لمدة سبع سنوات. كما ترأس هيئة كبار العلماء بالسعودية وتولى العديد من المناصب. حصل على جائزة الملك فيصل لإسهاماته في الإسلام. له العديد من الكتب، بلغ مجموعها 41 كتاباً، تناولت العديد من العلوم الشرعية. كما تطرقت إجابات الشيخ إلى التعاليم الدينية. مما جعله أحد أهم علماء الإسلام في عصره.[1]
من هو مؤلف قصيدة “إمام العلم والرأي”
قصيدة “إمام العلم والرأي” كتبها الشاعر السعودي أحمد صالح الصالح الملقب بـ (مسافر). وكتب القصيدة في تأبين الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، عبر فيها عن مشاعر الحب لهذا الشيخ، والحزن على وفاته، والاعتزاز بمكانته، والعرفان بفضيلته بين الناس. وقد اشتهرت هذه القصيدة في المقام الأول بسبب جمال معانيها وبلاغة أسلوبها.
وانظر أيضاً العلم الذي كتبت من أجله هذه القصيدة
معلومات عن الشاعر السعودي أحمد صالح آل صالح
هو شاعر سعودي، ولد في السعودية عام 1943. درس هناك وتخرج من إحدى جامعات الرياض بدرجة البكالوريوس في التاريخ. رحلته إلى مصر حيث ألقى المحاضرات شجعته على خوض التجربة الشعرية لأعماله مع الشاعر المصري صلاح عبد الصبور الذي شجعه على نشر ديوانه الشعري الأول الذي نشره في الرياض عام 1978م تحت عنوان تم نشر عنوان “عندما يسقط العراف”. ويعتبر أحمد صالح من أهم الشعراء السعوديين المعاصرين ومن رواد الإبداع في الشعر. نشر أعماله الشعرية في العديد من الصحف والمجلات والدواوين المنشورة. وعبر من خلال شعره عن همومه العربية ومشاكله القومية وأطلق على نفسه اسم الرحالة.[2]
مجموعات للشاعر أحمد صالح الصالح
أصدر الشاعر أحمد صالح الصالح العديد من المطبوعات منها
- عندما يسقط العراف
- انهضي أيتها المرأة الجميلة
- قصائد في زمن السفر
- المجموعة الأولى
- تجمع الأرض قطعها
- لديك هيئة مشهورة
- عيناك تكشفان الوطن
- ذكريات عطرة الجزء الثاني
- أنت تغرق في البؤس
- أختارك في أي وقت
- في خراب الرثاء
- تشرقين في سماء القلب
وبهذا ينتهي المقال، وفيه شرح قصيدة “إمام العلم والمجلي”، بعد التعريف بشعر الرثاء، ثم توضيح غرض القصيدة، بالإضافة إلى التطرق إلى معلومات عن الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الذي في تأبين كتبت القصيدة، ثم يتحدث عن مؤلف القصيدة ويضيف معلومات عن الشاعر. وذكر أحمد صالح الصالح أسماء مؤلفاته المطبوعة ليكون هذا المقال مرجعا كافيا للمهتمين بالقصيدة ومؤلف القصيدة وموضوعها.
تم النشر في الأصل في 22 أغسطس 2023 الساعة 122436 مساءً.