جدول المحتويات
مصطلح الأدب المقارن
- اختلف علماء الأدب حول مصطلح الأدب المقارن لأن معناه ضعيف في الأصل. لذلك، تلقى اسم الأدب المقارن انتقادات كثيرة من باحثي اللغة والأدب.
- لكنهم لم يجدوا مصطلحًا أفضل يكون أكثر ملاءمة لهذا العلم الجديد من الأدب، لذلك استسلموا ووافقوا على هذا المصطلح.
- ثم، بمرور الوقت، أصبح هذا المصطلح العديد من التشعبات والأسماء مثل “تاريخ الأدب المقارن، والتاريخ الأدبي المقارن، وتاريخ المقارنة” كما أطلق عليه الكاتب ماريوس فرانسوا كويلار هذا القسم الجديد من الأدب مصطلحًا آخر كما أسماه ” تاريخ العلاقات الأدبية الدولية “.
- أجاب علماء الأدب على أسئلة حول كلمة “تاريخ” الموجودة في العديد من المصطلحات المختلفة في الأدب المقارن.
- مثل السؤال “لماذا اتفق جميع علماء ونقاد الأدب على كلمة التاريخ فقط واختلفوا على بقية المصطلحات؟” كانت الإجابة على النحو التالي: لأن علم الأدب المقارن ليس سوى سرد لتاريخ الأدب وترابطه على المستوى الأدبي العالمي.
تعريف الأدب المقارن
عند دراسة تعريف الأدب المقارن للأدب المقارن، عدة تعريفات، وتجدر الإشارة إلى أن أيا من هذه التعريفات لا يشبه التعريف الآخر، لأن كل مدرسة أدبية أصدرت تعريفها الخاص للأدب المقارن، لذلك سنقوم بإدراجك في وهذه المقالة أهم وأشهر منها ما يلي:
- الأدب المقارن ليس سوى علم مخصص لدراسة العلاقات الروحية على المستوى الدولي.
- الأدب المقارن هو علم يدرس جميع الظواهر الأدبية التي تتجاوز اختلاف اللغة والجغرافيا لتتوافق مع بعضها البعض.
- الأدب المقارن هو علم مخصص فقط لجمع كل المؤلفات على مستوى العالم كله لمقارنتها.
- الأدب المقارن هو علم يمكن أن ينتقل بين جميع أدب العالم بغض النظر عن الاختلاف في لغة هذا الأدب وثقافة كتابه وعلمائه.
- يربط الأدب المقارن جميع الحضارات وثقافاتهم المختلفة، من خلال الارتباط بين مدينة وأخرى، من خلال اجتماعهم واتفاقهم في عدة أمور واختلافاتهم في أشياء أخرى كثيرة.
- كان ظهور الأدب المقارن من أهم أسباب انتشار الترجمة وانتشار تعلم الكتاب والعلماء لأكثر من لغة، وله ميزة كبيرة في استمرار وانتشار الأدب المقارن.
- لذلك، يعتقد العلماء أن هناك علاقة قوية بين الترجمة والأدب المقارن. لولا الأدب المقارن، لما انتشرت الترجمة، ولولا الترجمة، لما وصل علم الأدب المقارن إلى هذا الموقف واستمر طوال هذا الوقت.
نشأة الأدب المقارن
تم ابتكار هذا العلم من الأدب لأول مرة في دولة فرنسا عام 1827 من القرن الماضي، عندما انتبه علماء الأدب الفرنسيون إلى دراسة الأدب في دول مختلفة ومقارنتها بالأدب الفرنسي، بعد اتباع مثال عالم الأدب الفرنسي، أبيل فيلمان، أول من ابتدع هذا العلم.
وهو أول من أطلق عليه الأدب المقارن دون أن يعرف أن العالم كله سيتبعه ويدرس الأدب المقارن. في الدول الأوروبية، اختلف علماء الأدب حول ظهور الأدب المقارن لأول مرة في هذه البلدان، لذلك وضعوا عدة أسباب يمكن أن تكون صحيحة لظهور الأدب المقارن في أوروبا مثل:
- أصبحت آفاق علماء الأدب الأوروبيين والكتاب أكثر نضجًا واتسعت من ذي قبل.
- جاءت المدرسة الرومانسية لرؤية الأدب من منظور أعمق، حيث جددت أن علم الأدب لا يقتصر على حدود بلد معين، بل هو مستمر ومتشابك مع أدب البلدان الأخرى.
مجالات الأدب المقارن
علم الأدب المقارن له خصائصه الخاصة، مثل أي علم للأدب أو علم اللغة. من بين هذه الميزات العديدة ما يلي: _
- أولئك الذين يدرسون هذا العلم أو كل من هو عالم في هذا العلم يجب على الأقل مقارنة أدبين مختلفين من بلدين ولغتين مختلفتين.
- يعمل هذا العلم على إظهار التأثيرات التي عاشها الكاتب، سواء كانت هذه التأثيرات من الأدب المحلي في بلده أو من الأدب العالمي.
- يدرس الأدب المقارن الاختلاف في تاريخ كتابة أدبين، والاختلاف في فهمهما، والظروف التي يمر بها الكاتب، والشكل والموضوع الموجودان في هذين الأدبين.
- على من يدرس الأدب أن يعلم أن علم الأدب هذا يقارن بين أدبين مختلفين، بشرط أن يكون هناك بعض الارتباط بينهما، إذ لا يقارن الآداب المختلفة التي ليس لها ارتباط بينهما، سواء كان هذا الارتباط هو تاريخ المدينتين أو ثقافتهم.
مدارس الأدب المقارن
هناك عدة مدارس في أوروبا تدرس الأدب المقارن فقط، لكن هذه المدارس اختلفت فيما بينها في طريقة تدريس علوم الأدب المقارن وفي مفهوم الأدب المقارن نفسه.
حيث أن كل مدرسة من هذه المدارس وضعت مبدأً مخصصًا لها لعلم الأدب المقارن وتدريسه، ولوجود العديد من هذه المدارس، سنقدم بعضًا منها مثل: _
1. المدرسة الفرنسية
تعتقد هذه المدرسة أن علم الأدب المقارن يعتمد فقط على مقارنة الآداب التي لها علاقة تاريخية بين بلادهم، سواء كان هذا الارتباط التاريخي هو وقت أو مكان هذا التاريخ.
2. المدرسة الأمريكية
هذه المدرسة مبنية على مبدأ أن الأدب المقارن ليس سوى النظر إلى ما يخبرنا به الأدب عن القيم والمفاهيم الإنسانية ومقارنتها. أيضا، تلك الآداب التي يجب أن تكون الدراسات الأدبية ذات الصلة بها خالية من أي عنصرية وسياسة.
3. المدرسة الروسية
تعتقد المدرسة الروسية وطلابها أن الأدب المقارن ليس سوى فلسفة للفنون من خلال ثقافة مجتمعها.
معوقات الأدب المقارن
لكن يجب أن نعلم أن الأدب المقارن لم يكن طريقته ليكون علمًا قائمًا بذاته ووحيدًا من بين علوم الأدب السهلة، بل مر بالعديد من العقبات والمشكلات، ومن بين تلك العقبات: _
- واجه الأدب المقارن صعوبة في إيجاد طريقه في بعض الدول الأوروبية، مثل المملكة المتحدة لبريطانيا وألمانيا والاتحاد السوفيتي، واستمر في ذلك حتى ستينيات القرن الماضي، عندما بدأ في الازدهار والتطور.
- استطاع تعريف الأدب المقارن أن يجذب انتباه علماء الأدب الأوروبيين في هذه الفترة، ولكن في أمريكا وصل الأدب المقارن إلى ذروته، رغم أن الأدب المقارن وصل إلى آذان علماء الأدب في أمريكا بعد فترة طويلة من بدايته.
- كما واجه الأدب المقارن العديد من المشاكل في بداية ظهوره في دولة إيطاليا بسبب النزعة الشرسة للكتاب الإيطاليين تجاه قوميتهم وحبهم لها حتى عام 1861.
- أصبحت هناك فروع أخرى للأدب تتعلق بدراسة ومقارنة الأدب في بلدان مختلفة مع بعضها البعض، مثل علوم “التشريع المقارن، علم اللغة المقارن”.
- كان علماء الأدب الأوروبيون يتطلعون باستمرار إلى تسمية ما كانوا يفعلونه من خلال مقارنة الأدب بتقسيمه كعلم خاص يقع تحت بحر علم الأدب الواسع.