جدول المحتويات
التعريف بطريق رأس الرجاء الصالح
- رأس الرجاء الصالح هو نتوء صخري يقع في أقصى الطرف الجنوبي من شبه جزيرة كيب في ويسترن كيب، والذي يقع في جنوب القارة السوداء.
- عندما اكتشفه هنري الملاح لأول مرة خلال إحدى مغامراته في أعالي البحار، كان يُعرف باسم رأس العواصف، قبل أن يعيد فاسكو دي جاما اكتشافه ويقدم الأمر إلى الملك البرتغالي في ذلك الوقت، الذي أطلق عليه اسم رأس العواصف. رأس الرجاء الصالح.
- كان اكتشافًا مهمًا للبرتغاليين في القرن الخامس عشر ؛ نظرا لمحدودية الموارد الطبيعية، فقد احتاجوا إلى معرفة طريق يقودهم إلى ثروات الهند للاستيلاء عليها من التوابل والأعشاب الطبيعية، وقد تحقق ذلك لهم باكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح.
- كان رأس الرجاء الصالح هو الطريق الوحيد الذي يربط بين أوروبا وآسيا عن طريق البحر، ويدور حول إفريقيا، وكل ذلك كان قبل حفر قناة السويس، مما أدى إلى اختصار الطريق بين القارات الثلاث.
- يتسم رأس الرجاء الصالح عادة بأنه متقلب وعاصف. لأنها نقطة التقاء بين التيارات الأفريقية الساخنة في موزمبيق وتيارات بنغيلا شديدة البرودة من القارة القطبية الجنوبية.
- يتميز طريق رأس الرجاء الصالح أيضًا بوفرة الأشجار المنخفضة والنباتات الاستوائية والطقس العاصف الاستثنائي.
- يعتبر طريق رأس الرجاء الصالح محمية طبيعية مفتوحة تحتوي على العديد من الكائنات البرية والبحرية، بالإضافة إلى أكثر من ألف ومائة نوع من النباتات.
والسبب في تسميتها هو رأس الرجاء الصالح
- لم يكن هناك اسم واحد للمسار الحيوي وقت اكتشافه، حيث اكتشفه كل مسافر أو أعاد اكتشافه أطلق عليه اسمًا مختلفًا.
- تم تسمية الطريق في بداية اكتشافه من قبل هنري، الملاح أو البحار، والمغامر البرتغالي بارتولوميو دياز كان يسمى رأس العواصف، ويقال أن دياز نفسه هو صاحب اسم رأس الرجاء الصالح.
- وهناك رأي آخر يقول إن يوحنا الثاني ملك البرتغال في ذلك الوقت كان هو الذي أطلق عليه هذا الاسم بسبب فرحه الكبير بوجود طريق وصل إلى ثروات الهند وتوسع مملكته. كان قد أبلغ فاسكو ديجاما الملك على الخريطة باكتشاف رأس الرجاء الصالح، لذلك أطلق عليه هذا الاسم بفرح.
هل اكتشف المسلمون العرب رأس الرجاء الصالح؟
- من المؤكد تاريخيًا أن العرب والمسلمين كانوا على دراية كاملة برأس الرجاء الصالح.
- ولعل مساهمات الرحالة المسلم ابن ماجد معروفة في هذا الصدد.
- إلا أن العرب لم ينتفعوا بها، لأن سواحلها كانت على البحر.
أهمية اكتشاف رأس الرجاء الصالح
كان اكتشاف رأس الرجاء الصالح مصدر نمو وازدهار للبرتغاليين والأوروبيين، وكان اكتشافه ذا أهمية كبيرة خلال القرن الخامس عشر الميلادي، ومن أهم فوائده:
- سهل طريق رأس الرجاء الصالح الملاحة البحرية من أوروبا إلى آسيا عبر السواحل الأفريقية.
- تقليل مخاطر الرحلات البحرية التجارية.
- كما حافظت على البضائع من التلف بسبب العواصف التي واجهت تلك الرحلات.
- بالإضافة إلى ذلك، زاد طريق رأس الرجاء الصالح من تأثير البرتغاليين.
- أدى اكتشاف رأس الرجاء الصالح إلى تنشيط الاقتصاد البرتغالي والأوروبي بعد أن كان يعاني من أزمات بسبب ندرة الموارد الطبيعية للبرتغاليين والأوروبيين.
- أدى اكتشاف رأس الرجاء الصالح إلى خفض التكاليف الباهظة التي يتكبدها التجار بسبب التراكم المطول للبضائع على سواحل الإسكندرية والبندقية.
اكتشف طريق رأس الرجاء الصالح
اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في القرن الخامس عشر الميلادي بواسطة البحار البرتغالي فاسكو ديجاما، مرت عملية اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح بعدة محطات توقف من قبل المسافرين الأوروبيين، والتي استمرت حوالي ثلاثة وسبعين عامًا، والتي نلخصها كما يلي:
المحطة الأولى
- استمرت هذه المحطة حوالي عشر سنوات، من عام 1424 إلى عام 1434 م.
- وبدايتها الرحلة البحرية التي قام بها هنري الملاح عام 1424 م
- تميزت هذه المرحلة الأولى بالعديد من الرحلات التي قام بها الأوروبيون والبرتغاليون خاصة حول سواحل غرب إفريقيا والجزر والمدن المجاورة لتلك السواحل.
المحطة الثانية
- واستغرقت تلك المحطة حوالي ثمانية وعشرين عامًا من عام 1434 إلى 1462 م.
- خلال هذه الفترة، وسع البرتغاليون رحلاتهم البحرية، واكتشفوا ساحل غرب إفريقيا.
- استطاع الوقوف على نهر السنغال وواصل رحلاتهم إلى الرأس الأخضر، حيث توفي هنري الملاح، لكن الرحلات لم تتوقف، بل استمرت بعد ذلك.
- وواصلوا مغامراتهم البحرية حتى أقاموا قلعتهم المعروفة بالميناء على السواحل الغربية.
المحطة الثالثة
- واستمرت تلك المحطة اثنتي عشرة سنة من عام 1470 حتى عام 1482 م.
- استمر الوضع لنحو عشر سنوات من التوتر بين البرتغاليين وبعض قبائل غرب إفريقيا عندما بنى البرتغاليون قلعتهم هناك. أثار ذلك مشاعر القبائل، حيث رفض البرتغاليون القيام بأي رحلات بحرية في إفريقيا، حتى توصلوا إلى اتفاق بينهم.
- استأنف البرتغاليون الرحلات في عام 1470 م حتى وصلوا إلى ساحل غانا واستمروا حتى وصلوا إلى ما يعرف باسم كيب كاترين في جنوب خط الاستواء عند خط عرض 25 درجة.
المحطة الرابعة
- استمرت تلك المحطة خمسة عشر عامًا من عام 1482 إلى عام 1497 م.
- تمكن المسافرون البرتغاليون Debjo Cam و Bartolomeo من الوصول إلى نهر الكونغو ثم المتابعة إلى Cape Saint Maria، الواقعة عند اثنتي عشرة درجة جنوب خط الاستواء.
- ثم استمر المغامر البرتغالي دياز بهدف الاستيلاء على ثروات الهند وإنشاء مملكتهم بالقرب من ساحل غرب إفريقيا لسهولة الوصول إلى الهند ونقل البضائع بسهولة إلى أوروبا.
المحطة الخامسة
- تمثل المحطة الأخيرة والمهمة، وقد استمرت ثلاث سنوات من بداية عام 1497 إلى نهاية عام 1499 م. كانت الرحلة التي قام بها فاسكو ديجاما، المسافر البرتغالي الشهير الذي يُنسب إليه الفضل في اكتشاف رأس الرجاء الصالح.
- وقاد فاسكو دي جاما في رحلة ضخمة عام 1497 م تحتوي على أربع سفن بحرية ومائة وثمانية عشر بحارًا، وكان يحمل معه أحدث المعدات وأفضل الأجهزة المتوفرة في ذلك الوقت.
- بدأ رحلته من نهر تاجوس واستمر حتى الرأس الأخضر، حيث سلك طرقًا مختلفة غير تلك التي سلكها المسافرون السابقون، بعيدًا عن الساحل الأفريقي.
- وواصل فاسكودي جاما رحلته حتى وصل إلى ما يعرف بنهر النحاس، ثم تابع إلى موزمبيق وهناك التقى ببعض العرب والمسلمين الذين حكوا له عن ابن ماجه، المسافر العربي الذي واصل رحلاته جنوبا إلى رأس الجبل. العواصف، وحصل منهم على معلومات هائلة تمكن من خلالها من الوصول في النهاية لاكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح عام 1499 م.
في ختام مقالنا عن اكتشاف رأس الرجاء الصالح، ذكرنا بالتفصيل كل ما يتعلق بهذا الطريق الذي كان حدثًا فريدًا وحيويًا حتى حفر قناة السويس، وقد ذكرنا في المقال أهمية طريق رأس الرجاء الصالح ومراحل اكتشافه والمساهمات العربية في هذا الاكتشاف.